فقدان تطبيق سنن النبي - عليه الصلاة والسلام - ألا وإن موت  السنن  النبوية   
واندثارها وجهل الناس بها وعدم تطبيقها علامة على ظهور البدع وفشوها 
 
كما قال أبن عباس - رضي الله عنهما – " ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة 
 
وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن " أخرجه الطبراني. 
 
ويقول: بن القيم - رحمه الله - وهو يتكلم عن الغربة " ومنها غربة تطبيق السنة ، قد تكون في
 
مكان دون مكان ، ووقت دون وقت ، وبين أقوام دون أقوام " لعلك تقول - 
 
أخي المسلم - كأن زماننا قد أصابه شيء كثير من كلام ابن القيم!! نعم تطبيق السنة واضح 
 
في أشخاص قليلين بين أناس مخالفين كثيرين ، لذا يذكر لنا النبي - عليه الصلاة والسلام - 
 
أن من صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم على التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس ، وترك
 
ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم " يقول أبو بكر بن عياش " السنة في الإسلام
 
أعز من الإسلام في سائر الأديان " لذا تجد سنة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه غريبة 
 
تراها في أقوام دون أقوام ، وإن تعجب فعجب من مَن يعرف شيئاً من السنة ثم يرغب عنها
 
يتركها ولا يعمل بها ، وليس هذا بين عوام الناس بل بين من يظهر عليهم شيء من الصلاح 
 
والاستقامة أحياناً ، إن الذي يريدُ أن يمتثل ويطبق سنة من سنن المصطفى - عليه الصلاة والسلام -
 
ستنطلق عليه النظرات والإستغرابات ، وكأنه قد فعل أمراً منكراً ، وما سبب ذلك إلا لغربة السنة 
 
وغربة فاعلها ، أما لو وقع البعض في البدع أو في الذنوب والمعاصي فقد لا ينكر عليه ولا 
 
يستغرب من فعله إلا الذين تحترق قلوبهم خوفاً من عواقب الذنوب والمعاصي. 
 
أخي المسلم: إن من سنن نبينا - عليه الصلاة والسلام - 
 
ما قد نسيت ... أو هجرت ... أو اندثرت ... أو قل العمل بها 
 
وإنني بعد هذه المقدمة سأبدأ ـ بإذن الله تعالى ـ بالحديث عن بعض السنن المهجورة 
 
فإلى ذلك اللقاء ـ إن شاء الله ـ