18-04-2012, 10:25 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
|
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2010 |
العضوية: |
42 |
المشاركات: |
1,023 [+] |
بمعدل : |
0.20 يوميا |
اخر زياره : |
16-12-2018 [+] |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
11 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
مجلس بيشة
حادثة الريان
مشهد الموت // رواية الناجي (محمد الشهراني) لحادثة (الريان) و فقد صديقه (سعد القرني)
يحكيها / سعد الكودري / بيشة اليوم خاص :
مشهد حقيقي لم يجلب من السينما أو من الروايات , رواه الناجي من غدر سيل وادي بيشة يوم الاثنين 17/5/1433هـ مقابل قرية الريان ، والجميع منصتين له بقلوبهم قبل آذانهم كي يتشربوا هذا المشهد الفضيع.
قال (الشاب محمد الشهراني , الناجي ) صلينا ( أنا وصديقي سعد القرني ، يرحمه الله) العصر في مجمع البراك ثم توجهنا إلى الريان (والريان منطقة تطل على وادي بيشة ) وعندما وصلنا الريان أردنا أن نقطع السيل كما فعلت سيارة قبلنا وفعلاً أقدمنا على هذه الخطوة الجرئية ,وعندما أصبحنا في الوسط لم نستطع العودة ، عندها أدركنا أننا في خطر جسيم ولكن علينا أن نكمل ، وفي ثوان وفي خضم مشاورة العقل ضربنا سيل عرم قادم من بعيد وحطم زجاج نوافذ السيارة وبدأ بسحب السيارة نحو الهاوية ..
أدركنا أن الموت حتما قادم ، نطقنا الشهادة وفي غضون ربع أو نصف ساعة وصل الدفاع المدني وأخذوا يرسلون الحبال فتسقط قبلنا وأدركوا أنها لن تجدي نفعا وأستبدلوها بسلالم كهربائية ,ولكنها لم تصل إليهم وبعد تقريبا بساعتين جلبوا (شيول) البلدية ودخل المعركة .
ووقفت بين السيل وسيارتنا ، سيارة من نوع جيب خففت من تدفق السيل الذي خلع خريره قلوبنا .
وأكمل قائلاً : تحول بيننا وبين الجيب مايقرب من ثمانية أمتار وألقي علينا بطوق النجاة ,وأخذ رجال الدفاع في الصراخ منقسمين فيما بينهم أحدهم يقول إلبس والأخر يقول لا تفعل ,تحرك (شيول البلدية) فجأة بأمر من رئيس البلدية وزاد تدفق الماء وإنجرفت السيارة ونحن الإثنان قد أمسك كل واحد منا بصديقة بيد وبالأخرى تشبث في السيارة , وما هي إلا لحظات وجرفني السيل وسقطت في خضمه ، وكان تلك اللحظة المخيفة آخر عهد لي بصديقي (سعد) الذي ودعني بصرخة مدوية حزناً علي . ولم يعلم أن الألم قد كتب لي وأن الشهادة قد كتبت له
وقال : جرفني السيل بسرعة كبيرة وأخذت (غواربه) تتقاذفني فتارة أعلوها وتارة تعلوني ، واستمر بي الحال هكذا حتى علقت بتمديدات بلاستيكية (ليات) وتشبث فيها وأخذ السيل يجرني بقوة قرابة خمس مئة متر ، حتى قذف بي على طرف إحدى المزارع . وكان الليل قد أرخى سدوله وقتها .
فأخذت أركض وأركض لأدرك صديقي وأنقذه . فقابلني أناس والتفوا حولي ومنعوني من مواصلة الركض ، وقاموا بنقلي للمستشفى , وأثناء حملهم لي كنت أختلس النظر جهة (الريان) فلم أشاهد سيارتنا .أدركت حينها أن السيل جرف صديقي ولن يعيده .
وفي المستشفى رفض (محمد) الدواء وعاد للبحث عن صديقة لعل وعسى .
مشهد الموت رواه لنا وعيناه تفيض بالدمع واللوم يقطع فؤاده ، تكاد روحه تفر من بين جنبيه وزفراته لا تتوقف ، ولكنها قدرة الله ومشيئته التي تخرج الحي من الميت , فلا مفر من القدر يدركك أينما كنت .
أصدق المواساة والعزاء لذوي (سعد) ولكل من أحب (سعد) ، ولا نقول إلا (إنا لله وإنا إليه راجعون) ،، وهنيئاً له الشهادة .
منقووول منديات بيشة اليوم
توقيع : |
|
|
|
|