قال الله تعالى {إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم}
القرآن يهدى إلى أقوم العقائد ، والأخلاق ، والأقوال ، والأعمال فالقرآن كلام الله عز وجل
القرآن شفاء لما يصيب القلب من أمراض الشبهات والشهوات ، قال الله عز وجل:
{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا }
وكل ما اقترب العبد من القرآن ، بكثرة التلاوة ، والقيام به ، ومدارسته ، ارتقت أحواله ، وزكت أعماله ، وصحت عقائده
وحسنت أخلاقه وذلك لاشتمال القرآن على العقائد الصحيحة ، والأخلاق النبيلة ، والقصص القرآنى الذى يرتفع
بمستوى الأمة الإيمانى والأخلاقى ويغرس فيهم الفضائل
وكذا اشتماله على الترغيب فى الخير والترهيب فى الشر ، والمؤمن إذا لإذا رغب فى الخير رغب ، وإذا خوف من الشر هرب ،
ولا خير فيمن إذا زجر لا ينزجر ، وإذا أمر لا يأتمر
وكذا يشتمل على صفات المؤمنين والمتقين وأن العاقبة لهم فى الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين ، وما أعد الله عز وجل
لأوليائه فى الجنة من الخير العميم والرزق الكريم ، وما أعد لأعدائه من الجحيم والعذاب الأليم
قال عثمان رضى الله عنه : لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم
وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : من أراد أن يعرف أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فإن أحب القرآن فإنه يحب
الله فإن القرآن كلام الله وكان يقبل المصحف ويقول كلام ربى كلام ربى
وقال خباب بن الأرت رضى الله عنه لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت واعلم أنك لم تتقرب إليه بشئ أحب إليه من كلامه
قال ابن القيم رحمه الله : من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان ، ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز ، ومنهم من
يعرفه بالبطش والانتقام ، ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء ، ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف ،
ومنهم من يعرفه بالقهر والملك ، ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته ، وإغاثة لهفته وقضاء حاجته
وأتم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه ، فأنه يعرف ربا قد اجتمعت له صفات الكمال ، منزه عن المثال ، برىء من النقائص والعيوب ،
له كل اسم حسن ، وكل وصف كمال ، فعال لما يريد ، فوق كل شئ ، ومع كل شئ ، ومقيم لكل شئ ، آمر ناه ، أكبر من كل شئ ،
وأجمل من كل شئ ، أرحم الراحمين ، وأقدر القادرين ، وأحكم الحاكمين ، فالقرآن أنزل لتعريف عباده به ، وبصراطه الموصل إليه ،
وبحال السالكين بعد الوصول إليه