- حين تدرك بأن ثابت الحياة هو التحدى
إذ تتغير المعلومات وتتبدل الظروف وتتقلب الأحوال في عالمنا بشكل سريع ومتواصل - فإن ذلك سيفرض عليك - إن أردت أن تكون لحياتك معنى – أن تطور ذاتك وتحسن من مواقفك وترقى بمستوى أساليبك بشكل مستمر، ولعل من أبرز ما يجب أن تقوم به لتحقيق ذلك ما يلي
1- انطلق من القيم
قيم الإسلام ومبادئه العظيمة هي مرتكز فاعلية المسلم، التي تبعث في نفسه الرغبة في الاستقامة، وتولد فيه النضج والشعور بالمسؤولية، فيدفعه لينمو بخطوات ثابتة، فإذا أردت أن تتطور، وأن تحدث تغييراً حقيقياً في حياتك فالتزم قيم دينك ومبادئه وانطلق منها في صحيح تصوراتك وسلوكياتك، إذ كلما ازداد التزامك بها وتوافقك معها كلما زادت جديتك وفرص تفوقك وقدرتك على القيام بأعمالك بفاعلية وإجادة أكثر.
2- تعاهد إيمانك
يهذب الإيمان العقل، ويقوي الروح، ويبعد النفس عن الحيرة والاضطراب والقلق، ويبعث العزيمة، ويدعم الثقة ويجدد الطاقة، ويفتح الطاقات، ويدفع صاحبه للنمو والتجدد، فجاهد نفسك وكابدها حتى يقوي إيمانها ويتجدد، فإنه يبلى في النفس كما يبلى الثوب الخلق.
3- حدد غايتك
إذ عرف المرء ما يريد أمكنه تحديد مساره، والعمل على الوصول إلى بغيته، وذلك ما سيجعل لحياته معنى ونظاماً، فابدأ دوماً والنهاية في ذهنك، وقم بتشكيل مستقبلك بيدك، من خلال تحديدك لأهدافك، وقيامك بوضع خطة مناسبة لتنفيذها، ومن ثم القيام بترجمة تلك الخطة إلى واقع عملي ملموس.
4- رتب أولوياتك
تختلف الأمور بين مهم وغير مهم، والأمور المهمة تتفاوت مقاديرها بين مهم وأكثر أهمية، والأكثر أهمية بالنسبة لك هو الذي يسهم في تحقيق أهدافك بمقدار أكبر، وسر النجاح يكمن في ترتيب الأوليات والبدء بالأهم قبل المهم، فإذا أردت أن تترقى في سلم الكمال فألغ الأنشطة غير المهمة من حياتك، وعش في دائرة المهم ،وأثناء وجودك فيها تجنب جعل الأمور التي هي غاية في الأهمية تحت رحمة ما هو أقل منها أهمية.
5- تعلم لتعمل
العلم في هذه الدنيا أغلى سلعة، وأنفس متاع، فهو يبصر بطريق السلامة، ويحذر من طريق الغواية، ويدفع للإبداع والابتكار ،يبقى به صاحبه متجدداً، ويعرف به ماذا يفعل، وكيف، ولماذا يفعل ؟ فابذل الوسع في طلبه، واحرص على تعلم ما ستعمل به، وما يعود عليك بالنفع وما يعود منه عليك بالنفع دنيا وأخرى ،ولا تجعل منه سبيلاً للتجمل ومجالاً للترف العقلي البعيد عن الواقع، لأن المعرفة حين لا تخدم هدفاً أو يمارس من خلالها عملاً تصبح عبئاً ثقيلاً لا يجدي شيئاً.
6- ارق بتفكيرك
تعد القدرة على التفكير السليم أبرز ما يتميز به الإنسان، فهو مفتاح النمو العقلي والسلوكي، والبوابة الصحيحة للإبداع والابتكار، فاكتسابك له وتدربك على مهاراته قضية ضرورية بالنسبة لك إن كنت تريد أن تنمو وتتطور، حتى تتمكن من تحسين وضعك، وتجاوز مشكلاتك , وسد الفجوة بين واقعك وغاياتك.
7- تفاءل
ازرع الفأل الحسن داخلك، وعَدَّل من مواقفك لتكون دوماً إيجابية بعيدة عن التشاؤم، فذلك سيزيد من فاعليتك، ويملكك روح المبادرة ويقودك في زمن الظلمة إلى البحث عن الأمل، والتركيز على الفرص المتاحة للعمل، ويبعدك عن الانهزامية والشعور باليأس والإحباط وغيرها من الصفات السلبية التي من يصاب بها فلن يتطور أبداً.
8- ثق بقدراتك
نجاحك ينبثق من داخلك، ولذا فنظرتك لنفسك وطريقتك في التعامل معها تؤثر على نضج أفكارك وجودة أدائك، فإذا أردت أن ترقى بذاتك فاحترمها. وعزز من ثقتك بقدراتك، فقدرتك على النجاح في حياتك وإتقان عملك مرهون بمدى ثقتك بإمكاناتك، وكلما ازداد احتقارك لذاتك وانتقاصك لقدراتك كلما شعرت بهبوط عزيمتك، وتدني همتك، وضعف أدائك، وعدم حيويتك، ومن هو كذلك فلن ينمو أبداً، ولن يكون قادراً على تحقيق غاياته على هيئة أمثل.
9- استمع لتفهم
الاستماع أداة الفهم، فإذا أردت أن تنمو فقلل كلامك، واستمع أكثر بغرض أن تفهم، وحين تستمع افترض أنك لم تفهم، وأنك بحاجة إلى أن تستمع أكثر، وعندها ستكون على إطلاع دائم بما يجري حولك، وسينضج مستوى تفكيرك، ويتركز حديثك، وسيفهمك الآخرون بشكل أفضل.
10- حسن علاقاتك
تعايشك الراقي مع الآخرين، وعلاقاتك الحسنة معهم هي التي تصنع النجاح أو الفشل، فكن مبادراً في تعزيزها، وإصلاح ما فسد من الود فيها باحترام الآخرين وخفض الجناح لهم، وقبولهم وتفهمهم، ومراعاة مشاعرهم وظروفهم واحتياجاتهم ومصالحهم، والقيام بإقناعهم وتحقيق توقعاتهم مع تخفيف التوقعات الإيجابية منهم، وتجنب ما يغضبهم، وافتح باب الحوار الحر معهم، فذلك بوابتك للاستفادة والتعلم الجيد منهم.
11- توازن
حب الأشياء وسعة العلاقات، وتضخم العمل وزيادات تعقيداته في عصرنا، تجعل بعض جوانب الحياة تحيط بالشخص وتستغرق جميع أوقاته، وحيث إن شخصيتك تتكون من جوانب عدة، ولك في حياتك أدوار مختلفة فأنت مطالب بالتوازن والاعتدال بين ذلك كله إن أردت أن تحتفظ بمعنويات أعلى، وبقدرة على عطاء أطول وإبداع أكثر، وأن تبتعد عن جو التوتر والصراع، وتحيا حياة سوية.
12- تدرج
تدرج مع نفسك وخذها نحو مراقي الكمال شيئاً فشيئاً، فإنما تنال بسطة العلم من خلال المثابرة في مواصلة التعليم، وقبل أن تصل إلى مرحلة الكمال سدد وقارب، وارض بأفضل الممكن، وأعط الزمن بعده، وإياك أن تستعجل وتقفز على واقعك، فتطالب نفسك بما يملك غيرك، فإن ذلك مؤدِ بك إلى الإحباط والشعور باليأس.
13- ارفق بنفسك
لا تنظر إلى الحياة بجدية أكبر، ولا تشدد على نفسك فتحملها فوق طاقتها وتكون حازماً معها أكثر، فإن المنبت – الذي يسير سيراً شديداً – لا يقطع أرضاً ولا يبقي ظهراً، وقم بدلاً من ذلك بالرفق بنفسك، وبتشجيع جو المرح في حياتك، وغرس حس الدعابة في أعماقك، فإن ذلك سيبعدك عن التوتر، ويقوي صلاتك، ويرفع معنوياتك ويترك أثراً في نفسك لتتغير نحو الأفضل.
14- ركز جهودك
يوجه التركيز المرء وينظمه، ويمنعه من التشتت ،ويقوي إرادته ومثابرته، ويزيد من إنتاجيته وفاعليته ،ويشعره بالهدوء والاطمئنان، فإذا أردت النمو فاختر جانباً من جوانب حياتك تجد نفسك فيه، واقصر اهتمامك عليه، ولا تشتغل في غالب وقتك بسواه، حتى لا تكون ممن يعطي جزءاً من وقته لكل شيء فيخرج بلا شيء، وقم بتقسيم الجانب الذي اخترت إلى أجزاء، وإذا بدأت بجزء منها فواظب عليه، واستمر في تنفيذه حتى تنتهي منه مهما كانت الصعاب، فذلك فقط طريقك نحو التميز، ومنفذ النجاح.
15- بادر إلى العمل
يلتهم التسويف الآمال والطموحات ،ويولد الإحباط واليأس، ويصادر الفاعلية، ويحول دون بلوغ الأهداف، ويهمش دور المرء في الحياة، فإن أردت أن لا تكون نكرة في هذه الدنيا، فدع التسويف، وعش دوماً في دائرة العمل، فإن ركيزة النجاح وقوامه العمل، ومهما كانت الأفكار التي تملكها ناضجة، فإنها بدون تنفيذ ستبقى مجرد أمنية وحلم، فإن ركيزة النجاح وقوامه العمل، فإذا أردت النمو وطمحت بالتفوق، فسيطر على ذاتك، واحملها على بدء التنفيذ والمسارعة إلى العمل.